غول الشمعة السوداء‎

رأسي بين يدي وأنا مستند بمرفقي على طاولة صغيرة عارية رسمت عليها رموز مختلفة بألوان عدة والشمعة السوداء أمامي تشتعل تذوب وتذوب،  دمعاتها حارقة تميل إلى السواد ونورها الأصفر الضئيل قد رسم جسمي شبحا كبيرا على الجدران التي تتقلص أحيانا وتتمطط أخرى.

سقف الغرفة ينزل حتى يكاد يلامس رأسي وورائي يتصاعد شبح جسمي كبيرا عظيما . أتراني صرت غولا؟

لا أبدا الغول يخشاه الناس ، و أنا أخشى الناس،ذلك هو شبحي الذي يرتعش ولا يستقر، انه يمثل كتلة من الظلام سوداء بلا حدود يتوه فيها الخيال، سواد في سواد يجمع بين مــــاض ومستقبل، مستقبل غامض مجهول لا أعلم عنه شيئا وماض ضائع قد صار مثل الســـــراب .

الصمت في غرفتي يلفني، السكينة تفترسني والأشباح تخيفنى. أغمض عيني لأتخلص من الأشباح المتراقصة أمامي وشبحي المعتم الذي تتراءى لي فيه صورة الغول. أغمض عيني فأسمع أصواتا مزعجة مخيفة تخترق أذني لاشيء سوى الريح تعوي لتزيد من شعور الوحدة والخوف لدي.

الأشجار تتلوى لتندب حظي السيىء…أزيز رعد قوي…أسد أذني كي أصد هذه الأصوات فيلوح لي برق لامع من ورائه ظلام دامس.

تقع عيني على صورة وحيدة قد علقت على الجدار’ فيها سفينة تحطمت تناثرت حبالها وتمزق شراعها’ سفينة تصارع موج البحر الهائل’ البعض من راكبيها جثث تتراقص فوق ذروة الموج والبعض مازال معتصما بألواحها. هيجان  وموت أمام عيني، خوف و ظلام في نفسي.

الزمن يتمطط و المكان يضيق، عقرب ساعتي تقف، أضع يدي عليها لا حركها فأرجعها الى الخلف’  أصبحت ساعتي تمشي الي الوراء .

ما أوحش الوحدة!

ما أطول زمن القلق!.

أختنق… كل شيء موحش، لا شيء يذهب بوحشتي. كان اأخى نائما ملء جفنيه يتمتم أحيانا بكلمات لا أفهمها، أعصابي تتوتر وتتوتر وكابوس يجتاح رأسي .

رميت بنفسي على الفراش’ بقيت أنتظر النوم وشبح القلق جاثم على صدري كالصخر الثقيل حتى نسيت نفسي وغاب عني عالمي الموحش الذي كنت فيه ولم أفق إلا على صوت أخي يقول لي: “قم”

انتفضت وأجبته :”صباح البطالة أخي” .

أمان الله ميساوي

نشر في مدونة بوندي التونسية

 

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *